أما بعد :
فإن المرء المسلم بحاجة إلى الأذكار والأوراد التي تقيه شرور شياطين الجن والإنس بإذن الله عز وجل ، غير أن الأطفال الذين لا يميزون لا يمكنهم تعويذ أنفسهم لهذا سن لأوليائهم أو أقربائهم أو من يحبون لهم الخير أن يعوذوهم .
والأفضل أن يتولى الرقية أو التعويذ ولي الطفل من والدٍ له أو والدة أو أخ لتمام شفقتهم عليه وإن لم يكونوا في أنفسهم علماءً أو متنسكين .
والآن مع الرقية الثابتة في السنة النبوية
روى البخاري في صحيحه (3371) : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذالحسن والحسين ، ويقول : [ إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ]
وروى البخاري في صحيحه أيضاً (6388) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال : باسم الله ، اللهم جنبناالشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً ].
أقول : ويمكن أن يقال أن هذا من باب رقية الولد قبل ولادته ، وقوله صلى الله عليه وسلم [ لم يضره الشيطان أبداً ] اختلف العلماء في معناه على أقوال من أشهرها أنه لا يصيبه المس لهذا اعتبرناه من الرقية.
ويستحب أن تكون الرقية مرةً في النهار ومرة في الليل
لحديث علاقة بن صحار التميمي – رضي الله عنه - روى أبو داود (2918) وصححه الألباني : [ عن علاقة بن صحار أنه مر بقوم فأتوه فقالوا إنك جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل فأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال فأعطوه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكره له فقال النبي صلى الله عليه و سلم : كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق .]
أقول : قوله ( غدوة ) يعني أول النهار ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ( كذا فسره بعض أهل العلم )
وقوله [ عشية ] ما بين صلاة المغرب إلى صلاة العشاء [ كذا في مختار الصحاح ] فهذه هي أنفع أوقات الرقية والله أعلم ، وهذا الحديث وإن كان في رقية المجنون إلى أن باب الرقية واحد.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم