حكم صوم أيام مخصوصة من شهر رجب
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال : هناك أيام تصام تطوعا في شهر رجب ، فهل تكون في أوله أو وسطه أو آخره؟
جـ:
لم تثبت أحاديث خاصة بفضيلة الصوم في شهر رجب سوى ما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة من حديث أسامة قال: (( قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )) [ أحمد (5 / 201)، والنسائي في [المجتبى] (4 / 201)، وابن أبي شيبة (3 / 103)، وأبو يعلى، وابن زنجويه، وابن أبي عاصم، والبارودي، وسعيد بن منصور كما في [كنز العمال] (8 / 655) ]
وإنما وردت أحاديث عامة في الحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر والحث على صوم أيام البيض
من كل شهر وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والحث على صوم الأشهر الحرم، وصوم يوم الإثنين والخميس، ويدخل رجب في عموم ذلك، فإن كنت حريصا على اختيار أيام من الشهر فاختر أيام البيض الثلاث أو يوم الإثنين والخميس وإلا فالأمر واسع، أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
(( المصدر )) : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج2/ص508)
= = = = =
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : (( وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه ))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات... وقد روى ابن ماجه في سننه ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن صوم رجب ، وفي إسناده نظر ، لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ، ويقول: لا تشبهوه برمضان... وأما تخصيصها بالاعتكاف الثلاثة الأشهر: رجب ، وشعبان ، ورمضان فلا أعلم فيه أمراً ، بل كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه ، كان ذلك جائزاً بلا ريب ، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران لأهل العلم ))
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بدع ومحدثات شهر رجب
مطوية للنشر
لماذا سمي رجب بهذا الاسم ؟
ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء سماه ( المشهور في أسماء الأيام والشهور ) : رجب : "من الترجيب وهو التعظيم ,ويجمع على أرجاب ,و رجاب ورجبات "- تفسير ابن كثير (4/1655)-.
ما ورد في فضل رجب
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الاختيارات الفقهية له كما في الفتاوى الكبرى (4/462) :" لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم في رجب شيء".
- وقال -رحمه الله- في منهاج السنة (7/433) : " وكذلك الأحاديث المروية في فضل رجب بخصوصه أو فضل صيامه أو صيام شيء منه أو فضل صلاة مخصوصة فيه كالرغائب كلها كذب و مختلق " . أ.هـ
وقال ابن حجر العسقلاني - رحمه الله- في كتابه تبيين العجب بما ورد في رجب ص23:" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ".
وقال ص33:"وأما الأحاديث في فضل رجب أو فضل صيامه أو صيام شيء منه صريحة فهي على قسمين :ضعيفة وموضوعة ".
- وقال المؤتمن أحمد الساجي الحافظ - رحمه الله - : " كان عبد الله الأنصاري لا يصوم رجب وينهى عن ذلك ،ويقول ما صح في فضل رجب وفي صيامه عن رسول صلى الله عليه وسلم شيء" الموضوعات لابن ا لجوزي (2/120).
- وقال الإمام ا لوا دعي - رحمه الله - في قمع المعاند ص292: " فرجب تخصيصه بعبادة لا نعلم دليلا عليها وما يفعلونه يعتبر بدعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها :"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .
هل ثبت أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج ؟
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في زاد المعاد (1/57) :" ليلة الإسراء لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها بل ا لنقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به ".
- وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله- "أما الإسراء والمعراج فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها لا تعرف وما ورد في تعيينها من الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي ومن قال إنها ليلة السابع والعشرين من رجب فقد غلط لأنه ليس معه حجة شرعية تؤيد ذلك "- رياض الجنة في الحث على التمسك بالسنة ص274.
- وقال في مجموع فتاويه - رحمه الله - (1/192) : " والصحيح من أقوال أهل العلم أنها لا تعرف (أي ليلة الإسراء والمعراج ) وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى
وشر الأمور المحدثات البدائع " ا.هـ
- البدع والمحدثات (ص604) - .
- وقال في مجموع فتاويه(1/183): "وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا في غيره وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث ".
- وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في مجموع فتاويه (2/297): "فأما ليلة السابع والعشرين من رجب فإن الناس يدعون أنها ليلة المعراج التي عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم فيها إلى الله عز وجل وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية وكل شيء لم يثبت فهـــو باطل , والمبني على الباطل باطل ".ا-هـ
- وقال الشيخ مقبل الوادعي- رحمه الله - في قمع المعاند (ص293): "وهكذا بدعة الإسراء والمعراج في ليلة سبع وعشرين من رجب ولم يثبت الإسراء والمعراج في تلك الليلة كما في تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب "
- قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - في البيان لأخطاء بعض الكتَّاب ص324 :"وأن هذه الليلة لم يتعين وقتها من الزمان ولم يشرع تخصيصها بشيء لبينت لنا وحددت ؟".
فعلم مما تقدم أن الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج بدعة لا أصل له في الشرع وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ولو علمت لم يجز الاحتفال بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها وكذلك خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضوان الله عليهم ولو كان ذلك سنَّة لسبقونا إليه ،والخير كله في اتباعهم والسير على منهجهم كما قال تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} " التوبة: 100". وجاء في حديث عائشة في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه .
هل تُخصص ليلة السابع والعشرين من رجب بشيء؟
لم يصح عن النبي تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب بشيء من العبادات وغيرها.
قاله الشيخ ابن باز- رحمه الله تعالى - في مجموع فتاويه (1/192).
- والشيخ العثيمين - رحمه الله - في مجموع فتاويه (2/297).
- والشيخ الفوزان- حفظه الله - في البيان لأخطاء بعض الكتاب ص 324 .
هل يخصص شهر رجب بشيء من العبادات ؟
لا يخص شهر رجب بشيء من العبادات لعدم ورود الدليل الصحيح على التخصيص.
- قال الإمام الوادعي - رحمه الله تعالى- : " فرجب تخصيصه بعبادة لا نعلم دليلا عليها وما يفعلونه يعتبر بدعة " قمع المعاند ص292.
وقال الفوزان - حفظه الله - في المنتقى (1/222) " شهر رجب كغيره من الشهور ولا يخصص بعبادة دون غيره من الشهور ، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه لا بصلاة ولا صيام ولا عمرة ولا ذبيحة ولا غير ذلك ، وإنما كانت هذه الأمور تفعل في الجاهلية فأبطلها الإسلام "
تخصيص شهر رجب بصلاة الرغائب
- قال ابن رجب- رحمه الله - في لطائف المعارف (ص228) : " فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء "
قال مرعي الكرمي – رحمه الله - : " أحاديث فضل صوم رجب والصلاة فيه قال ابن تيمية : كلها كذب باتفاق أهل العلم " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 11.
فهذه الصلاة لم يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه ولا التابعين ولا أئمة المسلمين ولا رغَّب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف والأئمة ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها ،والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك ولهذا قال المحققون أنها مكروهة غير مستحبة وبدعة غير سنة فهي بدعة منكرة . انظر مجموع الفتاوى (23/123و134و135) والبدع والمحدثات ص608
تخصيص شهر رجب بصوم
- قال ابن تيمية – رحمه الله - في مجموع الفتاوى (25/290-291) : " وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ،بل موضوعة لا يعتمد أهل العلم على شيء منها وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل بل عامتها من الموضوعات المكذوبات ".
- وقال - رحمه الله - في منهاج السنة (ج7/39 ) : " يذكرون أحاديث في فضل صوم رجب كلها ضعيفة بل موضوعة عند أهل العلم " أ.هـ
- وقال ابن القيم – رحمه الله - في المنار المنيف ص95-97 : " وحديث من صام من رجب كذا وكذا ....الجميع مختلق وذكر فيه عدة أحاديث في هذا الباب ".
- وقال ابن رجب – رحمه الله - في لطائف المعارف ص123-124 : " وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ..."
- قال الفيروز آبادي – رحمه الله – في سفر السعادة (ص262) : باب صيام رجب وفضله لم يثبت فيه شيء بل قد ورد كراهة ذلك " ا.هـ
- وقالت اللجنة الدائمة الفتوى (2608) : " لم يثبت أحاديث خاصة بفضيلة الصوم في شهر رجب ...أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع " - البدع والمحدثات ص533 - .
- وقال الشيخ الفوزان - حفظه الله - في المنتقى من فتاويه (1/33) " صوم أول يوم من رجب بدعة ليس من الشريعة ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خصوص رجب صيام ، فصيام أول يوم من رجب واعتقاد أنه سنة هذا خطأ وبدعة " البدع والمحدثات ص534 .
تخصيص شهر رجب بإخراج الزكاة
-قال ابن رجب – رحمه الله - في لطائف المعارف ص125: " وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في رجب ولا أصل لذلك في السنة ولا عرف عن أحد من السلف ".
-وسئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله - : هناك أناس لا يخرجون الزكاة إلا في شهر رجب ويعتقدون أن إخراجها في شهر رجب له فضل ومزية فما رأي فضيلتكم؟ فأجاب :"هذا غير صحيح وإن تعبدوا الله بهذا فهو بدعة وإن كانت أموالهم يتم حولها في شهر رجب فلا بأس " - البدع والمحدثات ص462 - .
تخصيص شهر رجب بالعمرة:
نقل الشوكاني- رحمه الله - في الفوائد المجموعة ص44:عن علي بن إبراهيم العطار قوله : "كثرة اعتمار أهل مكة في رجب دون غيره لا أصل له في علمي".
وذكر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - أن العلماء أنكروا تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار. انظر رسائل وفتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ (6/131) .
تخصيص شهر رجب بالاعتكاف
- قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى – في مجموع الفتاوى (ج25/290) : " وأما تخصيص رجب وشعبان جميعاً بالصوم أو الاعتكاف فلم يرد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولا عن أصحابه شيء ولا أئمة المسلمين ,بل قد ثبت في الصحيح أن رسول الله كان يصوم إلى شعبان ولم يكن يصوم من السنة أكثر مما يصوم من شعبان من أجل رمضان " أ.هـ
تخصيص شهر رجب بذبح الذبائح
تخصيص شهر رجب بذبح الذبائح فيه لم يثبت فيه نص من كتاب ولا سنة صحيحة ولا عرف ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم وعلى هذا فهو بدعة محدثة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "أنظر فتوى اللجنة الدائمة في(7465)
والبدع والمحدثات ص607
إظهار الفرح في شهر رجب
إظهار الفرح في شهر رجب من الأمور المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها ويُنهى عنها ولا يُحضر الإنسان إذا دُعي إليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " انظر مجموع فتاوى ورسائل العثيمين رحمه الله (2/296-297) .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – " إن تعظيم شهر رجب من الأمور المحدثة التي ينبغي اجتنابها ... " (راجع اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 624- 625)
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]